بيان هام

#بيان
منذ اندلاع أحداث حرب أبريل في السودان تتوالى بيانات الشجب والإدانة والتجريم بأقوى العبارات من الكيانات المدنية والسياسية المحلية منها و الدولية والمنظمات الإنسانية والأممية بحق الغزاة من مليشيات الدعم السريع (الجنجويد) و التي لم تترك فرصة لإرتكاب جريمة حرب أو جريمة ضد الإنسانية إلا و ارتكبتها و تفاخرت بها.

وعلى الرغم من حالة الرفض و الإستنكار و الإدانة الإنسانية العالمية لمليشيات الدعم السريع وجرائمها، إلا أنه دوماً ما تصدر بيانات وتصريحات من مجموعة تنسب نفسها للشعب السوداني و تدعي حرصها على مقدراته أقل ما يمكن أن يقال عنها إنها بيانات وتصريحات تجافي الضمير الإنساني و تغرق في الكذب.

فنراها تهدف حيناً للتقليل من شأن جرائم الدعم السريع المرتكبة في حق الشعب، ونراها حيناً آخر تسعى لتبييض صفحة المليشيا المخضبة بدماء السودانيين… بل و يتمادى منسوبيها أكثر من ذلك جاعلين من أنفسهم متحدثين إعلاميين بالإنابة عن الجناة و المغتصبين و يقوم بعضهم بمساعي حثيثة لتلميع القتلة وتبرير أفعالهم الدنيئة على الملأ دون خجل او حياء، في أحدث صور حملات العلاقات العامة التي تهدف لغسل عار المليشيات الإرهابية ومشغليها والمستفيدين من جرائمها.

إن تلك التصريحات التي تكررت بنفس المنهجية تجيئ ضمن حزمة خطوات تتخذها المليشيات الإرهابية الحليفة لمطلقيها، ونشير هنا إلى التهديد المباشر بما وصفته المليشيات بقرب إعلانها عن حكومة في ما أسمته بمناطق سيطرتها، في إطار بث الأكاذيب ليصدقها الضعفاء و البسطاء فيتخذوا منهم ذريعة لشرعية لن يحصلوا عليها مهما تطاولت أمد هذه الحرب.

إن ما رصدته الجهات ذات المصداقية المراقبة لهذه الحرب حتى اللحظة كفيل بتجريم هذه المليشيات الإرهابية، وكفيل بأن يدفع كل إنسان حر القرار شريف الضمير لأن يصدح بصوت الحق رفضا للجسم السرطاني الخبيث “الجنجويد” الذي زُرع في جسد المجتمع السوداني رغما عن إرادته، فكان أسوأ أداة قمَع بها النظام السابق معارضيه وسفك دماءهم.

وها هي عملية التحالف الآثمة تجري وقائعها مجدداً بين مجموعة من الأحزاب اللاهثة وراء السلطة و بين مليشيات الدعم السريع (الجنجويد) الذين ينفذون الآن مخططات يعرف السودانيون بأنها ليست سودانية المنبع و تهدف إلى ابتلاع الدولة وفرض واقع رفضه الشعب منذ الاحتلال العثماني والإنجليزي ..

وهذه قائمة ببعض الحقائق حول الفظائع و الجرائم التي تسببت فيها المليشيات الإرهابية :

تجاوز عدد الضحايا من القتلى والمصابين حتى هذه اللحظة حاجز 150 ألفًا بسبب اعتداءات مليشيات الدعم السريع على المدنيين العزل فكانت
▪️مجزرة الجنينة وراح ضحيتها أكثر من 8 آلاف من المدنيين العزل
▪️مجزرة اردمتا
▪️مجزرة ود النورة
▪️مجزرة الحرقة
▪️مجزرة حفيرة
▪️مجزرة الزناندة
▪️مجزرة قوز الناقة
▪️مجزرة سرحان
▪️مجزرة مبروكة
▪️مجزرة ود العشا
▪️مجازر مليشيات الدعم السريع و جرائمهم الأخرى في الفاشر و سنار و كردفان و النيل الأبيض.

▪️المهجرين قسريًا و النازحين تجاوز عددهم 12.7 مليون، مما أدى إلى أكبر موجة نزوح في العالم على مدار العقود الماضية.

▪️ في سلوك معتاد تقوم المليشيات بنهب وسرقة الممتلكات في المناطق الخاضعة تحت سيطرتها و آخرها مما هو معلوم و موثق كان نهب مخازن الغذاء التابعة لمنظمة الأغذية العالمية بود مدني.

▪️تم تسجيل أكثر من 7 آلاف حالة اختطاف لأفراد من المدنيين بدون محاكمة أو تهمة تستوجب ذلك.

▪️ اعتداءات المليشيات طالت المدارس والمستشفيات، مما أدى إلى إغلاق اغلب المستشفيات والمدارس في مناطق سيطرتها.

▪️ تعرض العديد من النساء للاغتصاب و السبي و الإتجار بهن في أسواق النخاسة المستحدثة و تشير التقارير الأخيرة إلى وجود أكثر من 3 آلاف حالة اغتصاب تمت من قِبل عناصر مليشيات الدعم السريع على نساء و فتيات بعضهن قُصر في مناطق سيطرتهم.

إننا في التيار الوطني نعرب عن صادق تضامننا مع أهالينا في ولايات السودان المنكوبة وعلى رأسها ولايات دارفور والجزيرة وسنار و كردفان بمدنها وقراها ونسأل الله أن يلهمنا صبرا جميلا على ما طالها من جرائم مروعة.

كما نعبر عن استيائنا و أسفنا إلى ما وصل إليه حال الحياة السياسية و نأمل بأن نستقي من هذه الحرب اللعينة الدروس و العبر للتلاقي والتقارب في سبيل إنجاح مشروع تأسيس الدولة السودانية الحديثة.

ولنعلم كذلك بأن مساعي البحث عن الشرعية عبر خدمة المشاريع الخارجية لن يؤدي سوى إلى مزيد من التشرذم والانقسام الذي سيزيد من معاناة شعبنا و آلامه و جراحاته.

26 أغسطس 2024

Share this content:

إرسال التعليق