رصد زمني لهجوم مليشيا الدعم السريع على السودان منذ 15 ابريل

مقدمة

تأتي هذه الوثيقة لتوثيق وتفصيل الأحداث التي مرت بها البلاد خلال فترة عصيبة ومفصلية من تاريخها الحديث. إذ تتعرض البلاد لحرب مدمرة تستهدف الإنسان السوداني، التاريخ، والثروات الطبيعية التي يمتلكها الشعب. يهدف هذا التقرير إلى تقديم سرد زمني موثق لتلك الأحداث استناداً إلى مصادر موثوقة، من أجل تسهيل تتبع التطورات وتحديد المسؤوليات.

سلسلة الأحداث التي قادت إلى الحرب الشاملة:

قبل اندلاع الحرب:

يناير – مارس 2023:

خلال الأشهر التي سبقت اندلاع الحرب، شهدت البلاد تصاعداً في التوترات الأمنية. منظمة العفو الدولية رصدت تحريك مجموعات عسكرية تابعة لقوات الدعم السريع من ولايات غرب وجنوب غرب السودان نحو العاصمة بحجة التدريب العسكري.

12 أبريل 2023

أعلن الجيش السوداني في بيان رسمي أن مجموعة مسلحة من قوات الدعم السريع قد وصلت إلى مدينة مروي وبدأت بمحاصرة المطار والقواعد العسكرية هناك، حيث كان يجري تدريب مشترك بين الجيش السوداني والجيش المصري. رويترز أشارت إلى أن هذا التحرك أثار قلقاً دولياً، خاصة مع وجود ضباط من البلدين في المطار وقت الهجوم.

13-15 أبريل 2023

شنت قوات الدعم السريع هجوماً واسعاً على مطار مروي ومدينة الخرطوم. وفقاً لتقارير هيومن رايتس ووتش، كان الهدف الرئيسي هو السيطرة على القوات الجوية السودانية، وتدمير البنية التحتية الحيوية. أظهرت مقاطع فيديو تم تداولها عبر وسائل الإعلام عمليات اقتحام عنيفة، وثقت حالات إهانة الضباط المصريين.

أواخر أبريل 2023:

بدأت عمليات النهب المنظمة لمنازل المواطنين والمحلات التجارية، لا سيما في الخرطوم وأم درمان. وفقاً لتقرير صادر عن بعثة الأمم المتحدة في السودان (يونيتامس)، استخدمت قوات الدعم السريع المنازل المدنية كمواقع استراتيجية، ما جعل المدنيين أهدافاً للعنف.

مجازر وجرائم ضد الإنسانية:

يونيو 2023 – مجزرة الجنينة، دارفور

وفقاً لتقرير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، شهدت مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور مجازر مروعة حيث قُتل الآلاف في عمليات تطهير عرقي استهدفت القبائل غير العربية. إضافة إلى القتل، تم توثيق حالات اغتصاب وحرق للمنازل من قبل ميليشيات الدعم السريع.

يوليو 2023 – هجمات على مخيمات النازحين في دارفور

أكد تقرير هيومن رايتس ووتش استمرار الهجمات على مخيمات النازحين في دارفور، حيث وثق عمليات قتل جماعي واغتصاب ونهب. وقد أسفرت تلك الهجمات عن تهجير الآلاف من العائلات، التي كانت قد نزحت سابقاً بسبب النزاع.

التطورات السياسية والعسكرية:

أغسطس 2023:

شهدت البلاد تحركات سياسية أبرزها استئناف محادثات جدة التي لم تسفر عن نتائج ملموسة. استمر العنف الموجه ضد المدنيين، بما في ذلك الاعتقالات والتعذيب. وثقت تقارير من منظمة العفو الدولية حالات اختفاء قسري واعتقالات تعسفية، في إطار مزاعم عن تعاون المدنيين مع الجيش.

سبتمبر 2023:

استمرت قوات الدعم السريع في استخدام العنف الجنسي كسلاح حرب ضد النساء والفتيات، خاصة في دارفور والخرطوم. تم توثيق حالات اغتصاب متعددة من قبل منظمة هيومن رايتس ووتش، والتي أشارت إلى أن النساء أجبرن على الخضوع للعنف تحت تهديد السلاح.

أكتوبر 2023:

أعلنت قوى الحرية والتغيير (قحت) تشكيل تحالف جديد، إلا أن بعض الكيانات انسحبت منه، مثل لجان المقاومة التي رفضت هيمنة قحت. في نفس الوقت، استمرت قوات الدعم السريع في استهداف البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك محطات الكهرباء والمياه، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في العاصمة.

تصاعد العنف في دارفور:

نوفمبر 2023:

أفادت تقارير صادرة عن الأمم المتحدة بوقوع سلسلة من الهجمات في دارفور، استهدفت قرى بأكملها وأدت إلى مقتل مئات المدنيين وتشريد الآلاف. تم توثيق هذه الهجمات كجزء من عمليات التطهير العرقي المستمرة.

ديسمبر 2023:

في مدينة ود مدني، بدأت قوات الدعم السريع بتنفيذ انتهاكات ضد المدنيين، شملت عمليات قتل وتهجير. وفقاً لتقرير هيئة حقوق الإنسان في السودان، تم توثيق انتهاكات عديدة منها اختفاء قسري وتعذيب.

أبرز الأحداث خلال عام 2024:

يناير – فبراير 2024:

أعلنت هيومن رايتس ووتش أن قوات الدعم السريع استخدمت الطائرات المسيرة والأسلحة الثقيلة بشكل متزايد في هجماتها على مواقع الجيش والمناطق المدنية، مما أدى إلى تدمير البنية التحتية وتزايد عدد الضحايا المدنيين.

5 يوليو 2024 – مجزرة ود النورة:

شهدت قرية ود النورة في الجزيرة واحدة من أفظع المجازر، حيث قتلت قوات الدعم السريع أكثر من 200 مدني، وأصيب أكثر من 260 شخصاً. تم توثيق هذه المجزرة بشكل مفصل في تقارير حقوق الإنسان المحلية والدولية.

خاتمة

من خلال الأدلة التي قدمتها الأمم المتحدة والمراقبون الدوليون، أصبح من الواضح مدى تورط بعض الدول المجاورة للسودان في النزاع الجاري. تشير التقارير الموثوقة إلى أن أنظمة دول غرب وجنوب السودان، مثل ليبيا وتشاد جمهورية أفريقيا الوسطى وجنوب السودان، بالإضافة إلى إثيوبيا، قد لعبت دوراً محورياً في دعم قوات الدعم السريع والجماعات المسلحة الأخرى. فضلا عن أنظمة دول أخرى في الإقليم تقف إلى جانب الميليشيات عبر السماح بتمرير صفقات السلاح الضخمة عبر أراضيها ومطاراتها وسماسرتها مثل كينيا وأوغندا، ويشمل هذا الدعم تقديم أسلحة نوعية وذخائر للمرتزقة، إلى جانب تقديم العلاج الطبي للجرحى منهم. كما برز دور النظام الإماراتي في هذا الصدد، حيث تورط في تزويد هذه الجماعات بالدعم اللوجستي والحماية، واستضافة قيادات ميليشيات الجنجويد الإرهابية على أراضيه، وثبوت ابتعاث النظام الإماراتي لعناصر تابعة لها للإشراف على تنفيذ خططها الرامية للسيطرة على السودان عبر حلفائها المرتزقة.

لقد ساهم هذا الدعم الخارجي بشكل كبير في تعقيد الوضع الداخلي وزيادة معاناة الشعب السوداني، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية والأمنية في البلاد. تهدف هذه الدول، حسب المراقبين، إلى تحقيق مصالح سياسية واقتصادية من خلال السيطرة غير المباشرة على السودان عبر هذه المجموعات المسلحة. هذه الوقائع توضح مدى التشابك الإقليمي والدولي في الحرب السودانية، مما يجعل أي محاولة لحل النزاع تتطلب تدخلاً دولياً جاداً لوقف التدخلات الخارجية وإنهاء الدعم لهذه الميليشيات.

إن فهم هذه الأبعاد الإقليمية للنزاع يعد ضرورياً من أجل الوصول إلى حلول سياسية دائمة تمنع استمرار معاناة المدنيين وتضمن عودة الاستقرار إلى السودان.

 

التقارير الدولية:

فورين بوليسي نشرت تقريرين مهمين في 5 يونيو و29 أغسطس 2024، حيث انتقدت فيهما الدور الذي تلعبه بعض الدول في تأجيج الصراع من خلال تزويد الأطراف المتحاربة بالأسلحة والدعم المالي.

تقرير الأمم المتحدة:

  • UN Experts Report on Sudan (UN Panel of Experts on Sudan): هذا التقرير الذي تصدره لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة يسجل التدخلات العسكرية والدعم الخارجي للجماعات المسلحة في السودان، بما في ذلك تورط دول الجوار وتقديمهم أسلحة ودعماً لوجستياً. يمكنك الاطلاع على تقارير لجنة الخبراء الخاصة بالسودان من موقع الأمم المتحدة.
  • رابط التقارير : UN Experts Reports on Sudan

هيومن رايتس ووتش (Human Rights Watch):

  • أصدرت هيومن رايتس ووتش عدة تقارير توثق الانتهاكات التي ارتكبتها الميليشيات المدعومة من الخارج، بما في ذلك الدعم الذي تتلقاه قوات الدعم السريع من دول مجاورة مثل تشاد وليبيا، فضلاً عن توفير المساعدة اللوجستية لهم.
  • أحد التقارير المهمة: Human Rights Watch Report on Sudan

منظمة العفو الدولية (Amnesty International):

  • تقارير الانتهاكات وجرائم الحرب في السودان: نشرت منظمة العفو الدولية سلسلة من التقارير التي توثق استخدام الميليشيات للأسلحة النوعية والدعم الخارجي. هذه التقارير تسلط الضوء على العلاقة بين بعض دول الجوار السوداني مثل جنوب السودان وليبيا والدعم الإماراتي.
  • رابط للتقارير: Amnesty International – Sudan

فورين بوليسي (Foreign Policy):

  • تقرير حول تورط الإمارات ودول أخرى في الصراع السوداني: نشرت “فورين بوليسي” عدة مقالات وتقارير تشير إلى دور الإمارات في دعم قوات الدعم السريع (RSF) وتورطها في النزاع السوداني، بما في ذلك الدعم العسكري والمالي.
  • تقارير ذات صلة:

مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة (UN Human Rights Council):

  • أصدر مجلس حقوق الإنسان عدة تقارير حول الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في السودان، بما في ذلك دور الميليشيات المدعومة من الخارج. توثق هذه التقارير الجرائم ضد المدنيين في دارفور والمناطق الأخرى.
  • رابط تقارير حقوق الإنسان: UN Human Rights Council – Sudan Reports

بي بي سي (BBC News):

  • تغطية للأوضاع في السودان وتورط قوات الدعم السريع: تطرقت العديد من تقارير الـ BBC إلى تورط بعض دول الجوار والإمارات في دعم النزاع السوداني، بما في ذلك توفير الدعم العسكري لقوات الدعم السريع.
  • رابط للتقارير : BBC News – Sudan

تقارير مجلس الأمن الدولي:

  • قام مجلس الأمن بنشر عدة تقارير حول الوضع في السودان والتدخلات الخارجية التي ساهمت في تأجيج الصراع. هذه التقارير توثق دعم دول مثل ليبيا وتشاد لبعض الفصائل المسلحة.
  • رابط للتقارير : UN Security Council Reports on Sudan

Share this content:

إرسال التعليق